سائقو الاجرة في بغداد: بين الرزق والمخاطر
الإثنين ديسمبر 28, 2009 4:57 pm
مع صعوبة الحركة في شوارع بغداد واغلاق العديد من الشوارع الرئيسية لدواعي امنية يغدو ركوب سيارة الاجرة لدى البعض امراً لا مفر منه للسرعة واختصار الوقت، وايضاً لأن سائقي الاجرة في بغداد لا يتحرجون من سلوك الازقة والطرق الفرعية تخلصاً من الزحام، وهذا كله جعل اجرة السيارات ترتفع، رغم ان مفاجآة الطريق يمكن ان تحدد من فرص الرزق كما يقول السائق علي محمود، الذي يفتتح صباحه بقراءة المعوذتين واية الكرسي فلعل الله ينجيه من المخاطر العديدة التي يمتلئ الشارع البغدادي بها.
ومع الحضور شبه اليومي للاعمال التفجيرية في شوارع بغداد ينظم كثير من سائقي الاجرة حركتهم استناداً الى الراديو وما تبثه الاذاعات من تغطية للحوادث كما يقول وسام ناصر ( 33 سنة) الذي يحدد احياناً مسار حركته وفق نشرة الاخبار الصباحية، فهناك مناطق سوف لن يمر في شوارعها، لأن تفجيراً حصل فيها.
ولأن الشارع هو مجال عمله، يغدو سائق الاجرة في كثير من الاحيان شاهداً على العنف والدمار الذي تخلفه الاعمال التفجيرية، وفي بعض الاحيان يكون ضحية لها، وهذا ما حصل مع علي الربيعي (37 سنة) ففي يوم تسلم الحكومة الجديدة مهامها، خرج مع اخيه وابن عمه عصراً، وعند تقاطع احد الشوارع وسط العاصمة كان الزحام شديداً، وتفاجأ الجميع لحظة حصول انفجار مدوي لسيارة مفخخة كانت واقفة عند الجانب الاخر من الشارع، علي يقول انه لا يستطيع نسيان صورة ذلك الرجل الذي كان يتحدث عبر هاتفه النقال في السيارة المجاورة لسيارته، لم يكن يبعد عنه اكثر من ثلاثين سنتمتراً، وفي لحظة خاطفة شاهد رأس هذا الرجل مدمى ومدلى على صدره.
كانت سيارة اسعاف هي من منعت الحريق عن سيارة علي، لتحولها الى مصد امام السيارة المنفجرة، رغم ذلك يقول علي انه صرف 700 دولار لترميم سيارته بسبب الاضرار الجسيمة التي لحقت بها، وهو على كل حال يحمد الله لأنه لم يكن من ضحايا ذلك اليوم المشؤوم، والذين لا يتذكر علي عددهم.
وبعيداً عن القلق الذي تثيره حكاية السيارات المفخخة لدى الجميع ينظر العديد من السائقين الى عملهم بتشاؤم، فالسيارات التي تعمل في الشارع غدت كثيرة، وبدأت السيارات الحديثة التي دخلت العراق خلال الفترة القصيرة الماضية، تزيح السيارات القديمة، واصبح الراكب يفضلها كما يقول ابو فرقد (53 سنة) الذي يعمل في سيارته نفسها منذ خمس وعشرين سنة.
السيارات الحديثة مع السيارات القديمة أصبحت عبئاً كبيراً على الشارع كما يقول ابو فرقد، وتضاءلت قيمة السيارات القديمة في السوق بسبب كثرة السيارات الحديثة، لذا فهو لا يستطيع استبدالها لعدم توفر الإمكانية المادية لذلك، ويكتفي بما تدره عليه سيارته الكرونا موديل 85 من وارد يومي. ويختم ابو فرقد كلامه بما يشبه الدعاء : الرزق على الله.
علي الربيعي شهد انفجار سيارة مفخخة أثناء عمله
وساهمت نسبة البطالة المرتفعة وضيق فرص العمل بتوجه الكثير من أصحاب السيارات الخاصة للعمل بها كسيارات اجرة، مما فاقم من اعدادها في الشارع، ويشكو الكثير من الركاب من الاجور المرتفعة التي يفرضها السائقون، فمع أي ازمة للوقود ترتفع الاجرة لكنها لا تعود لسابق عهدها بعد انحسار الازمة، وتبقى الحجة الدائمة لارتفاع الاجور هي انسداد الشوارع وكثرة الحواجز والزحام المروري، ويحصي لنا ابو احمد ( 51 سنة) اربعة وستين شارعاً مغلقاً في بغداد ، رغم عدم توفر احصائية دقيقة بذلك.
ورغم كل شيء تبقى اية احصائية مفتوحة لاستقبال شوارع جديدة تغلقها التطورات الامنية، ورغم مخاطر الطريق يبقى طلب الرزق دافعاً قوياً امام سائق الاجرة للخروج الى الشارع وانتظار اشارة من راكب محتمل يقف عند الرصيف.
ومع الحضور شبه اليومي للاعمال التفجيرية في شوارع بغداد ينظم كثير من سائقي الاجرة حركتهم استناداً الى الراديو وما تبثه الاذاعات من تغطية للحوادث كما يقول وسام ناصر ( 33 سنة) الذي يحدد احياناً مسار حركته وفق نشرة الاخبار الصباحية، فهناك مناطق سوف لن يمر في شوارعها، لأن تفجيراً حصل فيها.
ولأن الشارع هو مجال عمله، يغدو سائق الاجرة في كثير من الاحيان شاهداً على العنف والدمار الذي تخلفه الاعمال التفجيرية، وفي بعض الاحيان يكون ضحية لها، وهذا ما حصل مع علي الربيعي (37 سنة) ففي يوم تسلم الحكومة الجديدة مهامها، خرج مع اخيه وابن عمه عصراً، وعند تقاطع احد الشوارع وسط العاصمة كان الزحام شديداً، وتفاجأ الجميع لحظة حصول انفجار مدوي لسيارة مفخخة كانت واقفة عند الجانب الاخر من الشارع، علي يقول انه لا يستطيع نسيان صورة ذلك الرجل الذي كان يتحدث عبر هاتفه النقال في السيارة المجاورة لسيارته، لم يكن يبعد عنه اكثر من ثلاثين سنتمتراً، وفي لحظة خاطفة شاهد رأس هذا الرجل مدمى ومدلى على صدره.
كانت سيارة اسعاف هي من منعت الحريق عن سيارة علي، لتحولها الى مصد امام السيارة المنفجرة، رغم ذلك يقول علي انه صرف 700 دولار لترميم سيارته بسبب الاضرار الجسيمة التي لحقت بها، وهو على كل حال يحمد الله لأنه لم يكن من ضحايا ذلك اليوم المشؤوم، والذين لا يتذكر علي عددهم.
وبعيداً عن القلق الذي تثيره حكاية السيارات المفخخة لدى الجميع ينظر العديد من السائقين الى عملهم بتشاؤم، فالسيارات التي تعمل في الشارع غدت كثيرة، وبدأت السيارات الحديثة التي دخلت العراق خلال الفترة القصيرة الماضية، تزيح السيارات القديمة، واصبح الراكب يفضلها كما يقول ابو فرقد (53 سنة) الذي يعمل في سيارته نفسها منذ خمس وعشرين سنة.
السيارات الحديثة مع السيارات القديمة أصبحت عبئاً كبيراً على الشارع كما يقول ابو فرقد، وتضاءلت قيمة السيارات القديمة في السوق بسبب كثرة السيارات الحديثة، لذا فهو لا يستطيع استبدالها لعدم توفر الإمكانية المادية لذلك، ويكتفي بما تدره عليه سيارته الكرونا موديل 85 من وارد يومي. ويختم ابو فرقد كلامه بما يشبه الدعاء : الرزق على الله.
علي الربيعي شهد انفجار سيارة مفخخة أثناء عمله
وساهمت نسبة البطالة المرتفعة وضيق فرص العمل بتوجه الكثير من أصحاب السيارات الخاصة للعمل بها كسيارات اجرة، مما فاقم من اعدادها في الشارع، ويشكو الكثير من الركاب من الاجور المرتفعة التي يفرضها السائقون، فمع أي ازمة للوقود ترتفع الاجرة لكنها لا تعود لسابق عهدها بعد انحسار الازمة، وتبقى الحجة الدائمة لارتفاع الاجور هي انسداد الشوارع وكثرة الحواجز والزحام المروري، ويحصي لنا ابو احمد ( 51 سنة) اربعة وستين شارعاً مغلقاً في بغداد ، رغم عدم توفر احصائية دقيقة بذلك.
ورغم كل شيء تبقى اية احصائية مفتوحة لاستقبال شوارع جديدة تغلقها التطورات الامنية، ورغم مخاطر الطريق يبقى طلب الرزق دافعاً قوياً امام سائق الاجرة للخروج الى الشارع وانتظار اشارة من راكب محتمل يقف عند الرصيف.
- RoDaYnArOoMالمشرف العام
- الجنس :
عدد الرسائل : 616
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: سائقو الاجرة في بغداد: بين الرزق والمخاطر
الإثنين ديسمبر 28, 2009 8:06 pm
الله يحمي كل اهالي بغداد
وباذن الله نصرتهم قريبة
وباذن الله نصرتهم قريبة
- عمار الهاشمنائب المدير
- الجنس :
عدد الرسائل : 2401
العمر : 47
تاريخ التسجيل : 05/03/2009
رد: سائقو الاجرة في بغداد: بين الرزق والمخاطر
الإثنين يناير 04, 2010 12:07 pm
مشكور ميثم
- بنت فلسطينمشرفة
- الجنس :
عدد الرسائل : 713
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
رد: سائقو الاجرة في بغداد: بين الرزق والمخاطر
الثلاثاء يناير 26, 2010 8:44 pm
الله يعين الجميع
مشكورررررة ميثم
مشكورررررة ميثم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى