جنازة حبيبين

السبت سبتمبر 19, 2009 3:08 am

دموع الحزن تحرق الخدود التي احتقنت فيها الدماء فصارت كتفاح ناضج، واصوات العويل تفجر الهدواء الذي حاولت ان تخلقه شمس المغيب. لقد كان شاباً احدهم يقول وآخر لقد اتصل بي بالامس وكان بصحه جيده.
في وسط عاصفة الحزن كانت تقعد هناك وحيده ، كانت عيونها تفيض بالدمع والحزن كان منحوتاً علي وجهها ، تنظر للافق البعيد محاولتن تكذبة الواقع والالتفاف عليه .
الجميع في ترقب شديد لوصول الفقيد والاقاويل تتردد بين المنظرين راسمتةً علامة تعجب شديد علي الوجوه، لم اكن لاصدق خبر انتحاره حتي اكده لي ابن عمه ومع ذلك لم استوعب فكرة الانتحار فمثل ذلك الشاب الطموح لايمكن ان يفكر بهكذا فكره!!
في وسط الحزن الجارف الذي كنا نسبح فيه كنت اوجه نظري بين الحين والاخر نحو القاعده هناك والاسئله تعتريني عن شخصيتها، لماذا لا تدخل المنزل وتقعد مع بقية النساء؟ لماذا هذه الدموع التي تكاد تحرق خديها؟
حاولت ان اسئل بعض الاصدقاء عن شخصيتها لكن احداً لم يطفي شغف الفظول في صدري...
و في اثناء انهماكي بالحديث مع احد الاصدقاء، نظرت نحو الفتاة وكان هناك شاب يكلمها لكنها لم ترد عليه ببنت شفه حتي انها لم تنظر اليه تسالت من ذلك الغريب وما علاقته بالفتاه لما لم ترد عليه؟ تفاسير كثيره صالت وجالت في فكري ،، استمر الشاب في كلامه وكان يمسك بذراع الفتاة محاولاً جرها لكنها كانت تسحب يدها بقوه، استفزني ذلك الموقف فاسرعت نحوهما الا انني تراجعت في اخر لحظه لم اعرف ما الذي جعلني اتوقف واتسمر في مكاني،، و في تلك الاثناء سمعنا صوت سيارة الاسعاف قادمه ، نهظت الفتاة ووجهت نظرها صوب السياره القادمه وبخطوات غير موازنه تقدمت نحو المنزل وهي تترنح يميناً وشمالاً وقد شحب لونها وانفجرت براكين عيناها ، وعند وصولها الي امام المنزل قعدت علي الارض وقد سقط عنها حجاب راسها وتبدت خصلات شعرها الاسود كسواد ذلك اليوم.......... توقفت السياره واخرجو الجثه ووضوعها لننظر اليها النظره الاخيره نظرة الوداع نهظت تشق طريقها بين اكوام اللحم البارد حتي وصلت الي حبيبها المستلقي في نعشه الخشبي مدت يدها نحو وجهه ووظعتها علي خده البارد وهي تنظر اليه والحسره والحزن يعصفا بها ، داعبت خصلات شعره لثواني ثم نهظت ونظرت نحو ذلك الشاب وبصوت يملئه الحزن والغضب قالت:
انت الذي قتلته لو لم تظهر في حياتي لما حصل كل هذا من اين اتيت؟ وماذا تريد منا؟
فرقتنا اتظن ذلك!! لا لا لن تستطيع انت او غيرك ان يحول بين حبنا لقد تعاهدنا الا نفترق مهما حصل..
نظرت الي حبيبها النائم ودنت منه وقالت:
الم اخبرك ان لا شي يفرقنا سوي الموت نعم يا حبيبي سوي الموت واستلت خنجر من تحت ثوبها وغرسته في صدرها العامر بالمحبه........
محمد احمد .............الثلاثاء 6/11/2007