- فرحعضو ذهبي
- الجنس :
عدد الرسائل : 388
تاريخ التسجيل : 14/04/2009
لحظة الوداع
الأربعاء مايو 20, 2009 2:50 pm
عندما تلقي نظرتك الأخيرة على من تحب وهو يغادر دفء جفنيك إلى مساحة أكثر اتساعا وتلفظ مع ما تبقى من حشرجة أنفاسك الهزيلة عبارات الوداع ، فأنت غير محظوظ حين يغريك وهم التمادي في إطالة تلك اللحظة الأخيرة إلى التحديق فيمن تحب وهو يتلاشى مبتعدا أمام عينيك قبل أن تطويه مسافة الفراق.
عند بوابة المطار الأخيرة،كان مفترق الطرق الأخير وك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اللحظة الأخيرة ، تلاقت فيها العيون عل عجل والكل يعرف مسبقا أن الأيام التي سبقت هذه اللحظة لم تكن كافية حتى لحفظ ملامح وجه الطرف الآخر ، فكيف تجود بها الآن لحظة الوداع القصيرة تلك.
ومرت تلك اللحظة كغيرها لتصبح بعد وقت قصير ذكرى يكتظ بها سجل الذكريات فلا تعدو كونها شيئا مختلفا وإنما تنضم لباقي اللحظات الكثيرة التي يزدحم بها العمر ثم يطويها في سجلاته. تلاقت العيون ثم تحولت إلى طريق العودة لكل واحد منا ولكن في طريقين مختلفين متعاكسين تماما، بينما بريق يلمع بأمل اللقاء ثانية وتنهيدة حائرة لتدافع الذكريات القريبة في تلك اللحظة حين مرت كشريط سينمائي أمام ناظرين
افي اللحظة التي تستدير عائدا لوحدك في طريق الرجوع الأخير لا تحاول أن تلتفت إلى الوراء لأنك تعود وحيدا والمقعد الفارغ إلى جانب مقعدك يوقظ كل الجروح القديمة وحين تحاول النظر مرة أخرى إلى اللذين فارقتهم منذ لحظات لتشهد بعينيك لحظة التلاشي في تحولهم إلى عالم غير عالمك وليس بمقدورك حتى أن تتخيل حدوده أو تعرف أدنى تفاصيله،ولن تكون قادرا على مواجهة شتى أنواع المشاعر التي ستجتاح كيانك في لحظة كهذه وسوف تغدو أضعف مما أنت عليه وتعتريك قشعريرة من الحزن تغلف أعماقك وتختلط في لحظة كل أوراقك وبرنامجك اليومي وكل أنماط حياتك لتنتهي بعد تلك اللحظة العابرة إلى مجرد بقايا إنسان ولا أكثر من ذلك.
بعد لحظة واحدة من لحظة الوداع العابرة تلك سوف تكون وحيدا يعبر الناس كلهم من أمام عينيك ولا ترى أحدا، تضج الأماكن كلها من حولك ولا ينتهي إلى سمعك سوى الصمت، يضحك الآخرون في وجهك كلهم ولا ترى مبررا واحدا لأن ترد حتى بأقل من ابتسامة، كل هذا وربما أكثر لأنك تدرك في عقلك الباطن أن من أحببت وجوده إلى جوارك طول العمر قد تحول في لحظة واحدة إلى عالم غير عالمك وأن المكان الذي تملأ حيزا منه الآن لم يعد يعبق بعطر أنفاسه أو يتردد فيه صدى الصوت الذي الفته على مدى الشهور والأيام الماضية، وأن غيرك الآن ممن يمرون به مصادفة وربما لا يلقون له بالا يستأثرون بأنفاسه ونظرة عينيه وصدى صوته، كلهم كل اللذين لا تعرفهم ولا تراهم يستأثرون بكل ما يصدر عنه مجانا وأنت وحدك في طريق العودة تسحق نفسك ،تلفظ جمرات روحك أو تعتصر أوجاع قلبك ولا تستطيع حتى أن تتخيل أبسط التفاصيل للوجه الذي اختزنته بين جفنيك واستأثرت به وحدك لشهور وشهور لتأتي تلك اللحظة التي لم تنتظرها في حياتك ولم تتمناها في يوم من الأيام لتنتزعه منك في لحظة، هي اقل من لحظة، بعد لحظة الوداع تلك بلحظة،عند بوابة المطار الأخيرة.
تحياتي لكم جميعا
رد: لحظة الوداع
الأربعاء مايو 20, 2009 8:13 pm
وســـــــــــن
نعم غاليتي ,,
حينما تفتقدها لحظات الالم والوحده
ولا تجدها تربت فوق كتفك ,, تمتص احزانك
تقدم لك كاسا فيه رشفات من الاهتمام
حينما انت لها قطره من ندى
تنعش وريقاتها وتحتويها بكل حواسك الخمسه
هو رجل لايعرف الحب حقا ,,
فاضلي ..
كان نزفك رحمة لقلبك
دمت بخير
ميــــــــــثم
- فرحعضو ذهبي
- الجنس :
عدد الرسائل : 388
تاريخ التسجيل : 14/04/2009
رد: لحظة الوداع
الأربعاء مايو 20, 2009 9:05 pm
ميثم
تشرفت بمرورك على موضوعي
سلمت لي
تحياتي
تشرفت بمرورك على موضوعي
سلمت لي
تحياتي
- الجنات الخضراءمبدع بكل المعاني
- الجنس :
عدد الرسائل : 771
تاريخ التسجيل : 03/03/2009
رد: لحظة الوداع
السبت مايو 23, 2009 4:16 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- هانيانائب المدير
- الجنس :
عدد الرسائل : 937
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 26/01/2009
بطاقة الشخصية
المهنة:
رد: لحظة الوداع
الإثنين مايو 25, 2009 6:04 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى